ماذا تريد إيران من اربيل؟

تانيا كردي

2022-08-21

تشعر إيران بالتغيير في المشهد السياسي لمستقبل العراق، وتشعر بالقلق من التطورات الجديدة في الموصل وكركوك، وأن السنة، مثل جبهتي الحلبوسي وخميس الخنجر، المقربين من تركيا، يستعدون لتعزيز الموقف السياسي تركي في الموصل. كما أنها قلقة من فتح جبهة جديدة بين السنة والحزب الديمقراطي الكردستاني، امتدت إلى الشيعة، الذين لديهم اتفاق مبدئي مع الصدر.

 

ويخشى أن يكون هناك تحرك كبير لتركيا في سوريا إلى إدلب على الطريق السريع M4، والذي إذا نجحت تركيا في هذه الحركة على الطريق السريع M4، فسيؤثر ذلك على الموصل، لأن الطريق السريع M4 يصل إلى حدود ربيعة. كما أنها قلقة من وجود حركة جوية تركية مباشرة على الطريق الدولي 47، الذي يغطي منطقة سنجار.

 

ويخشى وجود تحركات جوية تركية في قوة الخط 36 في مخمور وكركوك، وإن كان لتركيا تأثير على السنة من حيث البنية السياسية، إلا أن تركيا لديها تفاهم مع الصدر والسنة في إطار بريطانيا وقطر ودولة الإمارات العربية المتحدة.

 

بالنسبة لإيران، تداعيات الحرب في أوكرانيا اقتصادية، والهدف الرئيسي لإيران ليس استبدال تحركاتها الاقتصادية في العراق وسوريا وإقليم كردستان بحركات اقتصادية تركية.

 

إذا كانت النية الأولى لإيران هي تسليم قضية إقليم كردستان إلى بغداد من خلال المحكمة الاتحادية العليا، فإن النية الثانية هي منع تركيا من الوصول إلى الغاز الطبيعي لإقليم كردستان. ومع ذلك، فإن النفط والغاز بحد ذاته لهما بعد دولي ولن تتردد تركيا في توقيع عقود مع إقليم كردستان للنفط والغاز الطبيعي.

 

الآن هناك وضع جديد لإقليم كوردستان: هل يتم استكمال المعادلة الاقتصادية مع تركيا بينما تقوم إيران بإحداث مضايقات عسكرية، أو الحفاظ على التوازن مع إيران والحفاظ على المصالح الإيرانية.

 

إذا كانت النية الأولى لإيران هي تسليم قضية إقليم كردستان إلى بغداد من خلال المحكمة الاتحادية العليا، فإن النية الثانية هي منع تركيا من الوصول إلى الغاز الطبيعي لإقليم كردستان. ومع ذلك، فإن النفط والغاز بحد ذاته لهما بعد دولي ولن تتردد تركيا في توقيع عقود مع إقليم كردستان للنفط والغاز الطبيعي.

 

إقليم كوردستان له خارطتا طريق

أولا، سيكون من مسؤولية رئيس الوزراء العراقي المقبل التوصل إلى اتفاق بشأن النفط والغاز. على أربيل وبغداد التوصل إلى حل مناسب لقضية النفط والغاز دون تنفيذ قرار المحكمة الاتحادية العليا، وفي هذه الحالة لن يكون لإقليم كوردستان أي مشاكل مع النفط والغاز من الناحية القانونية.

 

أو ثانيًا، ستقدم بغداد شكوى ضد إقليم كوردستان أمام المحاكم، ثم يقع حل هذه القضية لإقليم كوردستان على اللوبي الذي لديها في النفط.

 

في كلتا الحالتين، تعرف بغداد أن إقليم كوردستان لن يسلم النفط ، لذا فإن أفضل حل هو العودة إلى الاتفاق السابق في شكل تقدير عائدات النفط والاستبعاد من حصة الموازنة الفيدرالية العراقية، وهو أمر متوقع القيام به.

ماذا تريد ايران من اربيل؟

أولاً، مصلحة إيران الاقتصادية في العراق وسوريا هي ألا يكون إقليم كردستان في جبهة تتعارض مع مصالح إيران الاقتصادية في المنطقة.

 

ثانيًا ، تعتبر إيران أربيل جزءًا من استقرارها الأمني ​​في المنطقة. وتريد من أربيل أن تبدو محايدة في تدخل المصالح التركية وخارطة الطريق التي وضعتها الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا في المنطقة.

 

ثالثًا، تريد إيران من أربيل أن تصبح شريكًا استراتيجيًا في المنطقة، وليس مركزًا من شأنه أن يعرض مصالح إيران في المنطقة للخطر.

 

الهجمات الصاروخية على أربيل فرصة مهمة لأربيل لأن يكون لها نظام دفاعي خاص بها من خلال باتريوت، وقد أعطت الولايات المتحدة الضوء الأخضر لأربيل لامتلاك باتريوت في إطار ترخيص الحكومة الفيدرالية العراقية.

مستقبل العلاقات بين أربيل وطهران

أولاً، سلاح أربيل لإيران هو الدبلوماسية. أربيل لن تقطع علاقاتها الدبلوماسية مع إيران. من الواضح أن إيران دولة وإقليم كردستان إقليم في إطار عراق فيدرالي.

 

ثانيًا، لأربيل مصالح اقتصادية مع إيران وتحافظ على نوع من التوازن الاقتصادي. هذا هو الشيء الصحيح لكل من إيران وأربيل.

 

ثالثًا، لا تندرج المسألة العسكرية في إقليم كوردستان في إطار معارضة إيران. لكن هذه الهجمات الصاروخية على أربيل فرصة مهمة لأربيل لأن يكون لها نظام دفاعي خاص بها من خلال باتريوت، وقد أعطت الولايات المتحدة الضوء الأخضر لأربيل لامتلاك باتريوت في إطار ترخيص الحكومة الفيدرالية العراقية.

 

رابعًا ، تعتبر أربيل طريق النفط والغاز التركي بمثابة الأكسجين لها، لذلك ستعمل على تطوير العلاقات الاقتصادية مع تركيا.

 

خامساً، تريد أربيل خلق خط حماية حول مصالحها من خلال مجلس الأمن الدولي، وبدعم من بغداد، حتى لا تصبح الأيدي الخارجية سبباً في منع القضايا الداخلية لإقليم كوردستان وبغداد. أربيل وبغداد على نفس الخط من الاهتمام في هذا الصدد وهذه الصواريخ قد تكون بداية جديدة للتفاهم بين أربيل وبغداد للاقتراب من بعضهما البعض